للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال البغوي: «وقيل: نزلت في جعفر بن أبي طالب وأصحابه، حيث لم يتركوا دينهم لما اشتد بهم البلاء وصبروا وهاجروا» (١).

٢. قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (٢).

«ومعناه كونوا أنصارا لدين الله. ثم قيل: في الكلام إضمار؛ أي قل لهم يا محمد: كونوا أنصار الله. وقيل: هو ابتداء خطاب من الله، أي كونوا أنصاراً كما فعل أصحاب عيسى فكانوا بحمد الله أنصاراً وكانوا حواريين. والحواريون خواص الرسل. قال معمر: كان ذلك بحمد الله؛ أي نصروه وهم سبعون رجلاً، وهم الذين بايعوه ليلة العقبة. وقيل: هم من قريش. وسماهم قتادة: أبا بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير وسعد بن مالك وأبا عبيدة- واسمه عامر- وعثمان بن مظعون وحمزة بن عبدالمطلب، ولم يذكر سعيداً فيهم، وذكر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين» (٣).

٣. قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (٤).

{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: نزلت في أهل السفينة الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - وكانوا أربعين رجلاً» (٥).


(١) تفسير البغوي (٧/ ١١١).
(٢) سورة الصف الآية «١٤».
(٣) الجامع لأحكام القرآن (١٨/ ٨٩)، تفسير القرطبي (١٨/ ٨٩).
(٤) سورة البقرة الآية «١٢١».
(٥) تفسير البحر المحيط: (١/ ٣٦٩)، أسباب النزول للواحدي (٣٧)، تفسير الوسيط: (١/ ١٨٤)، تفسير البغوي (١/ ١٤٤).

<<  <   >  >>