للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنفسك مالا عظيما لتصيبنه، فوالله ما قاما حتى طلع علي مُتوكِّأً على عصاه، فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر منزلتهم من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقال: قد عرفتم منزلتكم يا بني فاطمة واثرتكم على سائر ولدي لمكانكم من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقرابتكم منه، فقالوا: صدقت رحمك الله وجزاك عنا خيرا، فقال: أي بنية إن الله عز وجل قد جعل أمرك بيدك فأنا أحب أن تجعليه بيدي، فقالت: أي أبة، والله إني لامرأة أرغب فيما يرغب فيه الناس، وأحب أن أصيب ما تصيبه النساء من الدنيا، فأنا أريد أن أنظر في أمر نفسي، فقال: لا والله يا بنية ما هذا من رأيك، ما هو إلا من رأي هذين، ثم قام فقال: والله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين، فاخذا بثيابه فقالا: إجلس يا أبة فوالله ما على هجرتك من صبر، اجعلي أمرك بيده، فقالت: قد فعلت، قال: فإني قد زوجتك عون بن جعفر، وإنه لغلام، ثم رجع إلى بيته فبعث إليها بأربعة آلاف، وبعث إلى ابن أخيه فأدخله عليها، قال حسن: فو الله ما سمعت بمثل عشق منها له منذ خلقك الله، فما نشب عون أن هلك، فرجع إليها علي فقال: أي بنية اجعلي أمرك بيدي ففعلت، فزوجها محمد بن جعفر، ثم خرج فبعث إليها بأربعة آلاف درهم ثم أدخله عليها».

أخرجه ابن اسحاق في سيرته (١/ ١٢٣)، وانظر الذرية الطاهرة للدولابي (١/ ٢٦٢)، وفي سنده انقطاع.

٦ - عبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد قالا حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر قال: «تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما: أنا أكرم منك وأبي خير من أبيك فقال لها علي: اقضي بينهما. فقالت: ما رأيت شاباً خيراً من جعفر ولا

<<  <   >  >>