للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما في ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾، والرواية هنا بنصب "غير" على أنه حال من ضمير المتكلم مع الغير.

قال ميرك: "فإن قلتَ: "غير" بالإضافة يصير معرفة (١)، فكيف يكون حالًا؟ قلتُ: شرط تعريفه أن يكون المضاف إليه معرفة، وهنا ليس كذلك. ويجوز أن يكون مجرورًا؛ على أنه صفة للصالحين. فإن قلتَ: هو نكرة فكيف وقعت صفة للمعرفة؟ قلتُ: المعرف بلام الجنس قرب المسافة بينه وبين النكرة فحكمه حكم النكرة؛ إذ لا تعيين ولا توقيت فيه.

(اللهم قاتلِ الكفرة) أمر من المقاتلة، (الذين يكذبون رسلك، ويصدون) أي: يمنعون الناس، أو يعرضون بأنفسهم (عن سبيلك) ففي "الصحاح": "صد عن الأمر (٢) صدّا، وصد عنه صدودًا إذا أعرض"، وفي "النهاية": "الصد: الصرف والمنع، يقال: صده وأصده وصد عنه".

(واجعل عليهم رجزك) أي: عذابك، وهو بكسر الراء ويجوز ضمها، وبهما قُرِئَ: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥]، وفي "المغرب": "الرجز: العذاب المقلق، وبه سمي الطاعون رجزًا"؛ فقوله: (وعذابك) تفسير أو تعميم.

(إله الحق) أي: يا إله الحق، والإضافة بيانية، (آمين) سبق بيان مبناه، وعيان معناه. (س، حب، مس) أي رواه: النسائي، وابن حبان،


(١) بعدها في (ب) زيادة: "وهنا ليس كذلك".
(٢) بعدها في (أ) و (ج) زيادة: "صرفه"، وفي (د): "وصرفه"، والصَّواب كما في "الصحاح": "صده عن الأمر صدًّا: منعه وصرفه عنه".

<<  <  ج: ص:  >  >>