(توكلت على الحي الذي لا يموت) فيه عمل بقوله تعالى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: ٥٨]، وإيماء إلى أن الذي يموت لا ينبغي أن يتوكل عليه.
(و ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا﴾) أي: كما قالت اليهود: "عزير ابن الله"، وقالت النصارى:"المسيح ابن الله"، وقالت كفار مكة:"الملائكة بنات الله"، (﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ﴾) أي: في الألوهية، كما قالت النصارى والمشركون، فإنهم أثبتوا الربوبية للمسيح والأصنام.
(﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ﴾) أي: ناصر (﴿مِنَ الذُّلِّ﴾) أي: ولي يواليه من أجل مذلة به ليدفعها بموالاته، فإنه لا يحوم الذل حول عزته فيحتاج إلى ولي يتعزز به، وعن القرطبي:"إن الصابئين والمجوس يقولون: لولا أولياء الله لذل، سبحانه ﷿"، ذكره ميرك.
(﴿وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء: ١١١]) أي: وعظمه تعظيمًا، فهو تعظيم وتكميل وتتميم، فهو سبحانه أثبت لنفسه الأقدس وذاته الأنفس الأسماء الحسنى والصفات العلى بقوله في الآية الأولى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ … ﴾ [الإسراء: ١١٠] الآية، ونزه نفسه عن النقائص في هذه الآية؛ فالجملة كمضمون سورة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ الدّالة على الإخلاص المفيد للتوحيد، المقتضي للاختصاص الموجب للنجاة والخلاص.
(مس) أي: رواه الحاكم عن أبي هريرة مرفوعًا (١)، ولفظه: "ما كَرَبَنِي