(وما قال عبد أصابه هم أو حُزْن) بضم فسكون، ويجوز فتحهما (اللهم إني عبدك، وابن عبدك، ابن أمتك) وفي نسخة: بالعطف، أي: وابن جاريتك ومملوكتك.
(ناصيتي بيدك) كناية عن كمال قدرته، وإشارة إلى إحاطته على وفق إرادته (ماض) أي: نافذ (فيّ) بتشديد الياء، أي: في حق حكمك؛ إيماءً إلى أنه لا مانع لفعله ولا راد لحكمه، أو المعنى: سابق في شأني حكمك الأزلي، ولا تبديل ولا تحويل لأمرك، (عدل) أي: لا جور ولا ظلم، (فيّ) أي: في أمري، (قضاؤك) أي: تقديرك.
(أسألك بكلِّ اسم هو لك) أي: ثابت (سميت به نفسك) وهو أعم من قوله: (أو أنزلته في كتابك) أي: القرآن وغيره، (أو علمته أحدًا من خلقك) من الأنبياء والملائكة والأولياء وغيرهم.
(أو استأثرت) أي: اخترت واصطفيت (به في علم الغيب) أي: الذي لا يعلمه إلا أنت، (عندك) أي: خاصة؛ ففي "القاموس": "رجل يستأثر على أصحابه؛ أي: يختار لنفسه أشياء حسنة، والاسم الأَثَرَةُ مُحَرَّكَة،
= الأرض، فالتفت إلي رسول الله ﷺ: فقال: "من هذا أبو إسحاق"؟ قال: قلت: نعم يا رسول الله ﷺ. قال: "فمه". قال: قلت: لا والله، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك، قال: "نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٧] فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له".