واستأثر بالشيء: استبد به، وخص به نفسه" وقال المصنّف: "الاستئثار: الانفراد بالشيء، أي: انفردت بعلمه عندك لا يعلمه إلا أنت".
(أن تجعل القرآن) مفعول ثان لأسألك، وقوله:(العظيم) على ما في "أصل الجلال"، وأكثر الأصول نعت له، ثم قوله:(ربيع قلبي) مفعول ثان لـ "جعل"، أي: متنزهه ومكان رعيه، وانتفاعه بأنواره وأزهاره وأشجاره وأثماره المشبه بها أنواع العلوم والمعارف، وأصناف الأحكام والعوارف، وقال المصنّف: "أي: راحته" (١).
(ونور بصري) أي: إذا قرأته عينًا، كما أنه ربيع قلبي إذا تلوته غيبًا، (وجِلاء حزني) بكسر الجيم، أي: إزالته وكشفه، من جلوت السيف جِلاءً بالكسر، أي: صَقلت. ويقال: جلوت همي عني، أي: أذهبته. وفي نسخة بفتح الجيم، فهو من قولهم: جلا القوم عن الموضع، ومنه جلاء، تفرقوا، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ﴾ [الحشر: ٣]، فالمعنى: اجعله سبب تفرقة حزني وجمعية خاطري.
(وذهاب همي) أي: همي الذي لا ينفعني ويفرقني ولا يجمعني، وفي رواية البزار: "غمي" بدله. وفي نسخة: "همي وغمي"، ولعلّه من تصرفات النساخ (إلا أذهب الله همه، وأبدل مكان حزنه فرحًا) بفتحتين وهو بالحاء المهملة، وهو: الملائم لمقابلة الحزن. وفي نسخة بالجيم، والظاهر أنه تصحيف.