فقوله:(لي) للبيان كما صرح به الطيبي، ويمكن أن يكون التقدير: ليقضي الله الحاجة لأجلي، بل هذا هو الظاهر. وليس هذا من قبيل ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾ [طه: ٢٥] كما لا يخفى.
وفي نسخة بصيغة الفاعل، أي: لتقضي الحاجة لي، والمعنى لتكون سببًا لحصول حاجتي، ووصول مرادي فالإسناد مجازي.
ثم اعلم أن النداء باسمه ﷺ منهي، لكن محلَّه ما لم يرد عنه إذن شرعي، واختلف: هل مراعاة الأدب أولى وتغيير العبادة، أو الامتثال يعني ما ورد؛ فإن المأمور معذور؟ والأظهر الثاني كما هو مقرر في محله.
(اللهم) التفات آخر، (فشفعه) بتشديد الفاء المكسورة، أي: اقبل شفاعته (فيَّ) أي: في حقي؛ ففي "النهاية": "يقال: شفَع يَشْفَع شَفاعةً فهو شَافِع وشَفِيعٌ، والمشفِّع: الذي يقبل الشفاعة، والمشَفَّع: الذي تقبل شفاعته"(١).
قال الطيبي:"الفاء عطف على قوله "أتوجه"، أي: اجعله شفيعًا لي فشفعه، وقوله "اللهم" معترضة"، انتهى.
والأظهر أن "اللهم" إلى آخره ندائية، وما بعده جملة دعائية، والمعطوف عليه بالفاء مقدر، والمعنى: يا أالله، اجعله شفيعًا أوَّلًا، فاقبل شفاعته ثانيا؛ ليتم به المقصود آخرًا.