للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاحتياج في التقدير إليه.

(فإنها) أي: ليلة الجمعة، بمعنى: فيها، أو ساعاتها، أو القطعة الأخيرة التي هي الثلث من ليلتها بجميع ساعاتها، (ساعة مشهودة) أي: في زمان قليل ووقت جليل تحضره الملائكة، أو يحصل فيه الحضور مع الله، والغفلة عما سواه، ولذا قال: (والدعاء فيها مستجاب).

وقد أغرب الحنفي حيث قال: "أي: محضورة يحضرها ملائكة الليل والنهار هذه صاعدة وهذه نازلة"، ووجه غرابته: أن هذا إنما يستقيم في وقت الصبح أو المغرب على ما ورد في الحديث.

(فإن لم يستطع) أي: إن لم يقدر أن يقوم في الثلث الأخير المراد به آخرها وهو أفضلها، (ففي وَسْطِها) أي: فليقم في وَسْطِهَا بسكون السين ويجوز فتحها كما في نسخة صحيحة، وهو الثلث الأوسط المعبر عنه بجوف الليل في بعض الأحاديث، وهو أفضل من أولها.

(فإن لم يستطع ففي أولها) أي: بعد النوم أو قبله، (فيصلي أربع ركعات) أي: متواليات بتسليمة واحدة على ما هو الظاهر المتبادر الموافق لرأي إمامنا الأعظم، خلافًا لمن خالفه، وتسمى صلاة حفظ القرآن.

(يقرأ في الأولى الفاتحة، وسورة يس) لكونها قلب القرآن، وقد قال بعض العارفين: "إذا اجتمع ثلاثة قلوب حصل المطلوب: قلب الليل من الزمان، وقلب القرآن، وقلب الحاضر بالرحمن".

(وفي الثانية: الفاتحة وحم الدخان) بالجر على الإضافة، وبالرفع على أنَّ التقدير: هو الدخان، ويجوز النصب بتقدير: أعْنِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>