للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج عنه المني؛ فإن الثاني هو البالغ في الشريعة، والأول هو البالغ في الطريقة، والفارق بينهما أصحاب الحقيقة، وأرباب البصائر الدقيقة.

(ومن ابتلي بالوسوسة) أي: النفسانية أو الشيطانية في الأمور الاعتقادية، أو الأعمال البدنية؛ فهو عام بالنسبة إلى قوله الآتي، وإن كانت الوسوسة في الأعمال فاندفع قول ميرك في أن الظاهر أن المراد الوسوسة في الاعتقاد؛ لقرينة مقابلة الأعمال، (فليستعذ بالله) إشعارًا بأنه عاجز بالله، ولا حول ولا قوة إلا به، وإيماءً إلى قوله ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [ص: ٨٣].

(ولينته) أمر من الانتهاء، أي: وليترك التفكر في ذاك الخاطر الواقع فيه الوسوسة، وإن لم يزل التفكر بالاستعاذة فليقم وليشتغل بأمر آخر، كذا قاله ميرك، وهو يؤيد ما قدمناه، وفيه إيماء إلى أن الواو بمعنى "أو"، ولا بدع أن يجمع بينهما. (خ، م، د، س) أي رواه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي؛ كلهم عن أبي هريرة (١).

(أو ليقل: آمنت بالله ورسله. م) أي: رواه مسلم عنه أيضًا، (الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، ثم ليتفل) بضم الفاء ويكسر، أي: ليبزق من فمه المشير به إلى كراهته وتنفره رغمًا للشيطان وتبعيدًا له (عن يَسَاره ثلاثًا) فإنه لم يأته إلا من جهة الشمال المنسوب


(١) أخرجه البخاري (٣٢٧٦)، ومسلم (١٣٤)، وأبو داود (٥١١٢). والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦٦٣)، وفي الكبرى (١٠٤٩٩)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٦٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>