للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد بسطنا هذه المسألة المتعلقة بالوسوسة في أول "المرقاة شرح المشكاة" نوع بسط يحتاج إليه السالك المبتدي، ولا يستغني عن تَذَكُّرِهِ المنتهي.

(وإن كانت الوسوسة في الأعمال) أي: المستقلة كالصلاة، أو الوسائل كالوضوء والغسل، (فإن ذلك) أي: صاحب تلك الوسوسة أو موسوس الأعمال (شيطان) وقد أغرب الحنفي حيث قال: "أي: من الشيطان، وإن حملت الوسوسة على معنى الموسوس فهو على ظاهره"، انتهى.

ولا يخفى عدم صحة الأول، وكذا قوله الثاني؛ فإن الوسوسة المذكورة لا يمكن أن تكون بمعنى الموسوس لعدم صحة الحمل.

فالصواب: أن ذلك إشارة إلى ما ذكره من الوسوسة إما على تقدير مضاف، أو بتأويل المصدر بمعنى الفاعل كما قررناه، وأشرنا إليه في ضمن ما حررناه.

(يقال له: خِنْزِبٌ) بكسرتين وبينهما سكون، وفي نسخة بفتح الزاي، وفي "القاموس": "الخُنزوب بالضم والخِنزاب بالكسر: الجريء على الفجور، وَخَنْزَب بالفتح: شيطان"، انتهى. والظاهر أن مراده بـ"الفتح": فتحُ الخاء والزاي.

وقال المصنف: "بكسر الخاء المعجمة والزاي، هذا هو المحفوظ، ورُوي بالضم وهو لقب، والخنزب في اللغة: قطعة لحم منتنة" (١)، انتهى.


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٤/ أ، ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>