للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له: لو سألته، فسأله فقال: إن رسول الله بعث إليَّ وأنا أرمد العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول الله، إني أرمد العين، قال: فتفل في عيني، وقال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، فما وجدت حرًّا ولا بردًا منذ يومِئِذٍ".

(وإن كانت) أي: الذات المصابة بالعين، (دابة) كذا قاله الحنفي وهو بعيد؛ لأن ما سبق صرح بأن المراد بالعين وجعها لا إصابتها بالعين على ما هو المتبادر إلى الفهم، ويتسارع إليه الوهم.

نعم، يؤيده قوله: (نفث في منخره) لأنه لو كان المراد وجع عين الدابة لنفث في عينها لا في منخرها كما هو ظاهر، وأيضًا دواء العيون [باستغسال] (١) العائن على ما بينته في "المرقاة شرح المشكاة".

وإن كان ما ينافيه استرقاؤه بهذه الرقية، فحينئذٍ يتعين ارتكاب الاستخدام في قوله: "وإن كانت دابة" منصوبة، وأما إذا كانت مرفوعة كما في نسخة؛ فينبغي أن يقدر لها خبر بأن يقال: "إن كانت دابة مريضة نفث في منخره" (الأيمن) بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة: ثقب الأنف، وقد تكسر الميم اتباعًا لكسر الخاء على ما في "الصحاح".

وفي "القاموس": "المنخر -بفتح الميم والخاء، وبكسرهما، وضمهما، وكَـ"مَجْلِس"-: الأنف"، انتهى. وأكثر النسخ على فتح الميم وكسر الخاء، وفي نسخة صحيحة بالعكس.


(١) كذا في (ج) و (د)، وفي (أ): "أن يكون باستغسال"، وفي (ب): "باشتغال".

<<  <  ج: ص:  >  >>