للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تذكير الضمير مع أنه راجع إلى الدابة؛ [إرادة] (١) المركوب أو الحيوان، وقال الحنفي: "بالنظر إلى الشخص"، وهو غير صحيح لغةً؛ لما في "القاموس": "الشخص: سواد الإنسان وغيره تراه من بعد، وعرفًا أيضًا، فإنه لا يقال: جاء شخص وأريد به دابة، كما هو ظاهر عند ذوي التشخيص".

(أربعًا) أي: أربع مرات أو نفثات، (وفي الأيسر ثلاثًا) والمقصود تسبيع العدد؛ لوصول أثره إلى الأعضاء السبعة، وميز اليمين بزيادة الواحدة.

(وقال: لا بأس) بالهمز، ويجوز إبداله ألفًا عند السوسي مطلقًا، وعند حمزة وقفًا، فلا حاجة إلى ما تكلف له العسقلاني حيث قال: "بغير همز للازدواج؛ فإن أصله الهمزة".

اللهم إلا أن يقال: مراده أن اختيار الإبدال في الرواية لما فيه من التشاكل والتناسب في الفواصل، من قوله: (أذهب الباس، رب الناس) فأبدل همزة "البأس" مراعاة للفظ "الناس".

والبأس: هو العذاب، والشدة في الحرب، ومنه قوله تعالى: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ﴾ [البقرة: ١٧٧]، والمراد هنا: شدة المرض أو تعبه، وهو نوع من العذاب، ولذا قال صاحب "المفاتيح" شارح "المصابيح": "المراد هنا الشدة أو العذاب".

(اشف) بهمزة وصل وكسر فاء، (أنت الشافي) أي: لا غيرك، (لا


(١) كذا في (ب) و (ج)، وفي (أ) و (د): "لإرادة".

<<  <  ج: ص:  >  >>