أظهر؛ ولذا قيل: في هذا الحديث دليل على المعتزلة في أمرين:
أحدهما: أن عصاة أهل القبلة لا يخلدون في النار؛ لعموم قوله:"من شهد".
وثانيهما: أنه تعالى يعفو عن السيئات قبل التوبة واستيفاء العقوبة؛ لقوله:"على ما كان من عمل".
(أو: من أبواب الجنة الثمانية، أيِّها) بالجر، أي: أي أبوابها، (شاء. خ، م، س) أي رواه: البخاري، ومسلم، والنسائي، عن عبادة أيضًا (١).
قال ميرك:"ظاهر إيراد الشيخ يقتضي أن لفظ "أو داخل في الحديث إما للشك، أو للتنويع، وليس كذلك في أصل البخاري، فإنه روى الحديث من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عمير بن هانئ، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، عن النبي ﷺ إلى قوله:"على ما كان من عمل".
ثم قال البخاري:"قال الوليد -أي: ابن جابر- عن عمير، عن جنادة، وزاد: "من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء".
والظاهر: أن مراد البخاري أن رواية الأوزاعي انتهت إلى قوله: "من عمل"، وزاد ابن جابر، عن عمير، عن جنادة جملة: "من أبواب الجنة … " إلى آخره. وليس في الروايتين شك ولا تخيير ولا تنويع"، انتهى.
(١) أخرجه البخاري (٣٤٣٥)، ومسلم (٢٨)، والنسائي في الكبرى (١٠٩٧٠، ١١١٣٢).