فتأويل إيراد الشيخ أنه "أدخله الله الجنة على ما كان من عمل" أي: في رواية فقط، أو:"من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء" في رواية أخرى بهذه الزيادة، فـ "أو" للتنويع إشعارًا باختلاف الرواية.
(كان ﷺ يقول) أي: أحيانًا، (لا إله إلا الله وحده) أي: لا شريك له، (أعزَّ جنده) أي: جعله غالبًا، (ونصر عبده، وغلب الأحزاب) وهي الطوائف المجتمعة على محاربة الأنبياء، على ما قاله صاحب "الصحاح".
(وحده) أي: من غير قتال من الآدميين، كما وقع يوم الأحزاب في قصة الخندق، حيث قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا﴾ [الأحزاب: ٩].
(فلا شيء) أي: في نظر العارف، (بعده) أي: بعد وجوده، وحصول شهوده، ورؤية كرمه وجوده، فالكل منه وإليه؛ فيجب التوكل والاعتماد عليه؛ إذ لا نفع ولا ضر لغيره؛ فلا يطلب النصر إلا من عنده.
وهذا المعنى ونحوه هو المناسب للمقام على وَفق المرام، بخلاف ما قيل من أن معناه: فلا شيء باق بعده، فهو بمعنى الآخر، لكنه خلاف الظاهر، مع ما فيه من الإيهام المتبادر.
وقال بعض شراح الحديث: "اختلفوا في المراد بالأحزاب ها هنا، فقيل: هم كفار قريش ومن وافقهم من العرب واليهود الذين تحزبوا واجتمعوا في غزوة الخندق، ونزلت في شأنهم الآيات في سورة الأحزاب، فاللام إما جنسية والمراد: كل من تحزب من الكفار، أو عهدية والمراد