للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبالرجوع على [بالرحمة] (١).

(وليس) أي: معنى هذا القول، (كما فهم بعض أئمتنا) وهو الإمام النووي (٢) على ما سيأتي، (أن الاستغفار على هذا الوجه يكون كذبًا) أي: فقط، (بل هو ذنب) أي: إثم آخر أيضًا، وإلا فكل كذب ذنب، (فإنه إذا استغفر من قلبٍ لاهٍ لا يستحضر طلب المغفرة، ولا يلجأ إلى الله بقلبه، فإن ذلك ذنب عقابُه الحرمان).

أقول: قد تقدم عن السبكي أن الاستغفار على كل حالٍ له نفعٌ. نعم، مع حضور القلب مع الرب نور على نور، فترك الكمال لا يعد ذنبًا، فإن العلماء أجمعوا على أن من ذكر الله أو استغفره بلسانه من غير إحضار جنانه لا يكون مذنبًا، بل يكون عابدًا باعتبار بعض أعضائه، وكذلك الجمهور من العلماء على عدم اشتراط حضور القلب في الصلاة إلا في مبدئها حال النية.

ثم قول المصنف: (وهذا كقول رابعة (٣): استغفارنا يحتاج إلى استغفارٍ كثيرٍ) صحيحٌ، لكن ليس مما يدل على أنها عدت الاستغفار اللساني ذنبًا شرعيًّا، بل أرادت به أن حسناتِ الأبرار سيئاتُ المقربين؛ فإن الغفلة عندهم معصية بل جعلها بعضهم كفرًا، وقد علم كل أناس مشربهم، كما يعلم كل طائفة من العلماء مذهبهم.


(١) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج) و (د): "بالمرحمة".
(٢) الأذكار (ص ٦٣٧).
(٣) الأذكار (ص ٦٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>