للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

له من حضور القلب مع شهود الرب، (وقطعه) أي: وقطع حكمه، المن قال: أستغفر الله وأتوب إليه بالمغفرة وإن كان قد فر من الزحف، مرة أو ثلاث مرات) أي: باختلاف الروايات.

ولا شك أن كون الاستغفار والتوبة على وجه الكفارة إنما يكون مشروطًا بالاستحضار دون الغفلة وأما كونه بدونه ذنبًا فلا دلالة عليه، ولا إشارة إليه، فالأمر موقوف لديه.

(فها) أي: فخذ أو فتنبه، (قد كشف لك الغطاء) بكسر الغين المعجمة، و"كشف" بصيغة المجهول أي: أزيل لأجلك الحجاب، ورفع لك النقاب، عن وجه الصواب في العطاء.

قال المنصف: "بيانه أن قول القائل: "أستغفر الله وأتوب إليه" لا بد أن يكون على حقيقته في استحضاره بقلبه لا بمجرد القول بحيث تكون التوبة بشروطها، وهي: الندم على ما تقدم منه، والإقلاع في الحال، والعزم على أن لا يعود. [وأضاف إليها بعضهم] (١): مفارقة المكان الذي صدر عنه [فيه] (٢) المعصية.

وزاد آخرون: هجر قرناءِ السوء الذين كانوا معه في المعصية. وشرط قوم: أن لا يعود بعدها إلى ذلك الذنب. فهذا يغفر له وإن كان قد فرَّ من


(١) كذا في (أ) و (ب) و (ج)، وفي (د): "إليها واختار"، وفي "مفتاح الحصن الحصين": "وأضاف بعضهم".
(٢) كذا في (ب) و"مفتاح الحصن الحصين"، وفي (أ): "في".

<<  <  ج: ص:  >  >>