للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأتقوى على إصلاح شأني، وفي "سلاح المؤمن": "اللهم اجعل أوسع رزقك عليَّ عند كبر سني، وانقطاع عُمري"، (وانقطاع عمري) أي: وعند انتهاء أجلي؛ ليكون حسن عملي على وفق منتهى أملي، والمصنف حمله على الرزق الحسي، حيثما قال: "يعني أنه في ذلك الوقت يكون ضعيفًا عن السعي والكدّ" (١)، انتهى.

وهو منافٍ لما ثبت "أنه مات مسكينًا" كما سأله [من] (٢) ربه ومديونًا عن يهودي، بوضع درعه عنده، وأوصى عَلِيًّا كرم الله وجهه أن يقضيه عنه.

وأيضًا فمن المقرّر أنه ما كان يعيش بالسعي والكد، وإنما كان يتعيش بالجهاد والاجتهاد والجد في الطاعة، والتوكل والاعتماد على ربّه، وقد عُرِضَ عليه كنوز الدنيا وصيرورة جبالها ذهبًا فأعرض عنها، واختار الفقر على الغنى استغناءً برزق المولى قائلًا: "أجوع يومًا فأصبر، وأشبع يومًا فأشكر"، وقد قال تعالى: ﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [طه: ١٣١].

(مس، طس) أي رواه: الحاكم، والطبراني في "الأوسط"؛ كلاهما عن عائشة (٣).

(اللهم اغفر لي ذنوبي وخطايَ) الخطأ نقيض الصواب، وقد يهمز


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٢٠/ ب).
(٢) هذا هو الصواب، وفي جميع النسخ: "عن".
(٣) أخرجه الحاكم (١/ ٥٤٢) وقال: حسن الإسناد والمتن غريب. وأخرجه أيضًا: الطبراني في الأوسط (٣٦١١). قال الهيثمي (١٥/ ١٨٢): إسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (١٢٥٥) والصحيحة (١٥٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>