للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ولا يخشى الدوائر) أي: لا يخاف عواقب الأمور وحوادث الدهر، كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥]، وورد: ﴿لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾ [الرعد: ٤١]، قال المصنف: "أي: دوائر الزمان وتقلباته" (١).

([تعلم] (٢) مثاقيل الجبال ومكاييل البحار) أي: مقاديرهما من عدد حصيات الجبال وقطرات البحار، (وعدد قطر الأمطار) أي: قطراتها النازلة من السماء فوق الجبال والبحار وغيرها، والقطر جمع قطرة على ما في "الصحاح"، والأصح أنه اسم جنس مفردُهُ بالتاء، (وعددَ ورق الأشجار) أي: وسائر الأنبات والأزهار، (وعدد ما أظلم عليه الليل، وأشرق عليه النهار) تعميم وتتميم أي: عدد ما دخل تحت ظلمة الليل وإشراق النهار.

(ولا تواري) أي: لا تخفي، ولا تستر، ولا تحجب، ولا تحجز، ولا تمنع (منه) أي: من الله (سماءٌ سماءً) فوقها أو تحتها، فإن علمه سبحانه يستوي فيه جميع الأشياء من العلويات والسفليات، والجزئيات والكليات في عالم الملك والملكوت، والغيب والشهادة؛ ولذا قال: (ولا أرض أرضًا، ولا بحر ما في قعره) أي: الجواهر والحيوانات والنباتات،

(ولا جبل ما في وعره) أي: جوفه من المعادن والينابيع وغيرهما، قال تعالى: ﴿وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٨].

(اجعل خير عُمُري آخره، وخير عملي خواتيمه) وفي نسخة:


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٢٥/ ب).
(٢) كذا في (أ) و (ج) و (م)، وفي (د): "يعلم"، وليست في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>