(تم نورك) أي: كمُل وشمل من أردت تنويره بالهداية (فهديت) أي: فأرشدته إلى طريق الحق (فلك الحمد) أي: على ذلك، وفيه إيماء إلى ما ورد "أن الله خلق الخلق في ظلمة، ثم رش عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل وغوى".
(عظُم) بضم الظاء أي: كثر (حلمك) أي: عفوك (فعفوت، فلك الحمد، بسطت يدك) بصيغة الواحدة وفي نسخة بصيغة الخطاب، فـ "يدك" بالنصب، وبسط اليد كناية عن نهاية الكرم وغاية الجود (فأعطيت، فلك الحمد).
(ربَّنا) أي: يا ربنا (وجهك أكرم الوجوه) أي: ذاتك أحسن الذوات وأنفعها وأجودها، (وجاهك أعظم الجاه) أي: والقرب إليك أعظم من كل منصب، (وعطيتك) أي: الخالية عن المنة والمذلة، (أفضل العطية وأهنأها) بهمزتين، أي: ألذها وأحسنها، (تطاع ربَّنا) أي: يا ربنا (فتشكر) أي: فتجازي المطيع على الطاعة، وتثيبه وتثني عليه في كل ساعة، والشكر في الأصل الثناء على المحسن بما أولاك من المعروف، والمراد ها هنا لازمه، وهو إعطاء الجزاء على الطاعة والإطاعة، ومنه قوله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾، ومن أسمائه سبحانه الشكور، وهو الذي يعطي الجزيل على القليل.
(وتُعصى) بصيغة المجهول، (ربَّنا) أي: يا ربنا (فتغفر) أي: لمن تشاء، (وتجيب المضطر) أي: إذا دعاك، (وتكشف الضر) بالضم ويفتح،