للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفيعٌ -بالتصغير- ابن الحارث.

(وتخير الجوامع من الدعاء) أي: واختيار الأدعية الجامعة التي تجمع الأغراض الصالحة، أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة، وقيل: "هي ما لفظه [يسير] (١)، ومعناه كثير، شاملٌ للأمور الدينية والدنيوية، والأحوال الأخروية، كما سيأتي في الأدعية النبوية، على صاحبها الصلاة والتحية. (د) أي رواه أبو داود عن عائشة.

(وأن يبدأ بنفسه، وأن يدعوَ لوالديه وإخوانه المؤمنين) قيد لهما جميعًا، وهو مستفادٌ من قوله تعالى حكايةً عن إبراهيم : ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم: ٤١]، وعن نوح: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [نوح: ٢٨]، وقد أفتى العراقي بأنه لا يجوز الدعاء بالمغفرة لجميع المسلمين؛ لأنه وردت الأحاديث الصحيحة بأنه لا بد من دخول بعض المسلمين النار.

وأجيب بأنه لا يلزم من المغفرة وجود الذنب؛ فقد يراد [إذن] (٢) بالمغفرة غير ستر الذنب، كما في قوله تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح: ٢]، ولا يخفى أن هذا الجواب غير صحيح بالنسبة إلى العلة المذكورة مع أن المغفرة أخصّ من الستر، وإنما يصلح جوابًا عن كون المؤمنين يشمل الأنبياء والمرسلين على أن المراد بذنوبهم


(١) كذا في (ب) و (ج) و (د) و (هـ)، وفي (أ): "قليل".
(٢) من (أ) فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>