للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما هو خلاف الأولى بالنسبة إلى مقامهم الأعلى، لكن يدفع هذا بأن العُرف خص المؤمنين عمّن عداهم، وأجيب أيضًا بأن المغفرة لمن تحتم عليه العذاب تخفيف ذلك عليه، [ويرد] (١) بأنه جمع بين الحقيقة والمجاز، وأجيب بأنه لم يرد التصريح بأن مَن لا بُدَّ من دخوله النار يكون من مؤمني هذه الأُمة، بل يحتمل أن يكون من مسلمي الأمم السابقة"، انتهى.

وهو مردودٌ بأنه وردت الأحاديث المصرّحة بذلك كادت أن تكون متواترة، كما ذكره السيوطي في "البدور السافرة في أحوال الآخرة". نَعَم، لا يبعد أن يجعل اللام للعهد، والمراد بهم المستحقون للعذاب، الداخلون في المشيئة المبهمة أنه يغفر لهم بالدعاء.

(م) أي: رواه مسلم عن أبي الدرداء وأم سلمة، لكن ليس فيهما التصريح بدعاء الوالدين، ولا بعموم المؤمنين الحاضرين والغائبين، والأحياء والأموات، فإن لفظ حديث أبي الدرداء: "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيبِ مستجابة، وعند رأسه مَلَك موكل، كلما دعا لأخيه، قال المَلَك الموكل به: آمين، ولك [بمثله] (٢) "، انفرد به مسلم (٣)، وحديث أم سلمة: "أنها أتت النبي ، فقالت: يا رسول الله، إن أبا سلمة قد مات، قال لها رسول الله : قولي: "اللهم، اغفر لي وله"، رواه الجماعة إلا


(١) كذا في (ج) و (د) و (هـ)، وفي (أ): "ويرد عليه"، وفي (ب): "ويراد".
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (هـ)، وفي (د): "مثله".
(٣) أخرجه مسلم (٢٧٣٣)، وابن ماجه (٢٨٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>