للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"وروينا هذا القول عن أبي ذر"، انتهى أي: كلام ابن المنذر (١).

وهذه الأقوال قد تنزل على ما قلنا، والله أعلم، وأنا وغيري ممن وقف على قولي جرَّب الدعاء في هذه الساعة فرأى الإجابة، وأما حديث جابر يرفعه: "قال: يوم الجمعة ثنتا عشرة -يريد: ساعة- لا يوجد عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر"، رواه أبو داود وهذا لفظه (٢)، والنسائي، ولفظه: "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة … " (٣) وذكر الحديث، وفي إسناده عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري المصري (٤)، وهو وإن كان أخرج له الجماعة فقال فيه مثل الإمام أحمد بن حنبل: "رأيت له أشياء مناكير" (٥)، انتهى.

ولعل هذا منها، فإنه خالف فيه الأحاديث الصحيحة المتقدمة، والصحيح المعروف أن النص على كونها بعد العصر من كلام عبد الله بن


(١) "الأوسط" لابن المنذر (٤/ ٩ - ١٣).
(٢) "سنن أبي داود" (١٠٤١).
(٣) "السنن الصغرى" (١٣٨٩) و"الكبرى" (١٧٠٩) للنسائي.
(٤) هو: عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد الله، أبو أمية الأنصاري المصري، مدني الأصل، حافظ ثبت، وثقه أبو زرعة والعجلي والنسائي وغيرهم، ولد بعد التسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك، وتُوفِّيَ سنة: ١٤٨، راجع ترجمته في: "تهذيب الكمال" للمزي (٢١/ ٥٧٠)، و"سير أعلام النبلاء" (٦/ ٣٤٩) و"تاريخ الإسلام" للذهبي (٩/ ٢٣٤).
(٥) "تاريخ بغداد" للخطيب (١٤/ ٥٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>