للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سلام وكلام كعب الأحبار مع أبي هريرة، وأيضًا فلفظ الحديث كما تراه قد اضطرب" (١)، انتهى كلام المصنف.

وفيه أبحاث:

منها: أن مختاره المعنى إلى التأمين معارض لحديث "صحيح مسلم": "إلى أن [تقضى] (٢) الصلاة ومناقض لحديث الترمذي الذي حسنه: "إلى الانصراف منها لكنه قد يدفع بأن حديث: "قائم يصلي" يخصصهما، وبه يحصل الجمع.

ومنها: أن قوله: "يجتمع فيه تأمين الإمام والمأمومين والملائكة في أقطار الأرض" إنما يتحقق أن لو تُصُوِّرَ صلاة الناس جميعًا في ساعة واحدة، وليس الأمر كذلك، فهذه الساعة الزمانية تختلف باختلاف الحالات المكانية، فالتحقيق أن الشارع اعتبر الساعة في حق كل قوم بالنسبة إلى زمان صلاتهم، ويحمل تأمين الملائكة في كل قطر على من حضر عندهم.

ومنها: أن قوله: "قد تنزل هذه الأقوال على ما قلنا" مستبعد جدًّا؛ إذ لا يمكن توافق بعضها مع قوله: "أبدًا" إلا بتكلّف وتعسّف.

ومنها: أن الحديث الذي رواه أبو داود وسكت عنه يكون حَسَنًا، لا سيما وقد رواه النسائي أيضًا، وكذا الترمذي عن أنس قال: قال رسول


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٥/ أ، ب).
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (د)، وفي (ج) و (هـ): "يقضي".

<<  <  ج: ص:  >  >>