للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جملة منًى محلّ إجابة الدعوة؛ لأن منازل منًى حينئذٍ أماكن الحجاج، ودعوتهم مستجابة، لا سيما في أثناء العبادة، خصوصًا في مسجد الخيف.

(وعند الجمرات الثلاث) في "الْمُغْرِب": "الجمرات هي الصغار من الأحجار، وبها سميت المواضع التي تُرْمَى جمارًا لما بينهما من الملابسة" (١)، انتهى. والظاهر تقييدها بأوقاتها المعروفة.

(قلت: وإن لم يُجَبْ) بصيغة المجهول، أي: إن لم يستجب (الدعاء عند النبي ) أي: عند قبره (ففي، أي: موضع) أي: يستجاب، وفيه أن الحسن البصري ما التزم في رسالته حصر المواضع الشريفة، وإنما ذكر بعض المواضع من مكة المنيفة ترغيبًا للمجاورين، وحثًّا للمقيمين على اغتنام الدعوات فيها رجاء الإجابة بها.

قال المؤلف: "وبيانه: أنه إذا كان الدعاء مجابًا في هذه الأماكن المتبركة، فلا أبرك من موضع ضم سيد المرسلين [وخاتم النبيين] (٢)، وقد أجمع من نعرفه من العلماء المعتبرين على أن البقعة التي دفن فيها أفضل بقاع الأرض، ولا شك عندنا أنه يسمع دعاء من يدعو، كما يسمع سلام من يسلم عليه ويصلي عليه، اللهم صل وسلم عليه" (٣).


(١) انظر: "المغرب" للمطرزي (١/ ١٥٦) مادة (ج م ر).
(٢) من (هـ) فقط.
(٣) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٥/ ب). قال القاضي عياض: أجمعوا على أن موضع قبره أفضل بقاع الأرض وإن مكة والمدينة أفضل بقاع الأرض واختلفوا في أفضلهما ما عدا موقع قبره . شرح مسلم (٩/ ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>