للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: بل قيل: "موضع ضم أَعْظُمَهُ أَعْظَمُ من العرش"، والله سبحانه أعلم (١).


(١) وقال القاضي عياض اليحصبي في كتابه الشفا "ولا خلاف أن موضع قبره أفضل بقاع الأرض" فعلَّق عليه الشيخ الخفَّاجي: "بل أفضل من السموات والعرش والكعبة كما نقله السبكي " أ. هـ من نسيم الرياض (٣/ ٥٣١) ونقل عن ابن عبد السلام مثل ذلك.
قلت: إدعاء إجماع باطل من القاضي عياض ومن تبعه، وليس عندهم دليل من الكتاب ولا من السنة على ما قالوا. وفي مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: وَسُئِلَ عن التربة التي دفن فيها النبي : هل هي أفضل من المسجد الحرام؟ فأجاب: وأما [التربة] التي دفن فيها النبي فلا أعلم أحدًا من الناس قال: إنها أفضل من المسجد الحرام، أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى، إلا القاضي عياض، فذكر ذلك إجماعًا، وهو قول لم يسبقه إليه أحد فيما علمناه. ولا حجة عليه، بل بدن النبي أفضل من المساجد. وأما ما فيه خلق أو ما فيه دفن، فلا يلزم إذا كان هو أفضل أن يكون ما منه خلق أفضل؛ فإن أحدًا لا يقول: إن بدن عبد الله أبيه أفضل من أبدان الأنبياء، فإن الله يخرج الحي من الميت، والميت من الحي. ونوح نبي كريم، وابنه المغرق كافر، وإبراهيم خليل الرحمن، وأبوه آزر كافر.
والنصوص الدالة على تفضيل المساجد مطلقة، لم يستثن منها قبور الأنبياء، ولا قبور الصالحين. ولو كان ما ذكره حقا لكان مدفن كل نبي، بل وكل صالح، أفضل من المساجد التي هي بيوت الله، فيكون بيوت المخلوقين أفضل من بيوت الخالق التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وهذا قول مبتدع في الدين، مخالف لأصول الإسلام. =

<<  <  ج: ص:  >  >>