للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية، ومنه قولهم: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (١٠٧) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٧ - ١٠٨]، [و] (١) المعنى: وما دعاؤهم إلا في أمر ضائع غير مهم في دينهم، وفيما ينفع في آخرتهم، وقد استجاب الله دعوة إبليس لما قال: ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٦) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٣٧) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ [الحجر: ٣٦ - ٣٨] (٢).

(والوالد) أي: "دعاؤه لولده" كما في رواية. (د، ت، ق) أي رواه: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه؛ كلهم عن أبي هريرة مرفوعًا: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم" (٣)، وفي رواية: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم [حين] (٤) يفطر،


(١) كذا في (ج) و (هـ)، وفي (أ) و (ب) و (د): "أو".
(٢) كتب في حاشية (ب): "والحاصل: أن الكافر قد يعطى سؤاله استدراجًا، ومنه ما وقع لإبليس، والخلاف في الاستجابة بمعنى إيتاء السؤال، أما بمعنى الإثابة عليه فهي منتفية جزمًا، وهذا مجمل قوله تعالى: ﴿وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾ [الرعد: ١٤]، وإطلاق الروياني أنه يجوز التأمين على دعائه بعيد، ويظهر جوازه بل ندبه إن دعا لنفسه بالهداية ونحوها، ومنعه إن جهل ما يطلبه؛ لأنه قد يدعو بإثم، ويجوز الدعاء له بصحة البدن والعافية والهداية".
(٣) أخرجه أبو داود (١٥٣١)، والترمذي (١٩٠٥) و (٣٤٤٨)، وابن ماجه (٣٨٦٢)؛ كلهم من حديث أبي هريرة به مرفوعًا. قال الترمذي: "حديث حسن"، وقال الألباني في "صحيح الجامع" (٣٠٣١): "حسن".
(٤) كذا في (ب) و (ج) و (د) و (هـ) و"سنن ابن ماجه"، وفي (أ) و"جامع الترمذي" و"صحيح ابن خزيمة" و"صحيح ابن حبان": "حتى".

<<  <  ج: ص:  >  >>