للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(اللهم عافني في بدني) أي: من الآفات المانعة عن الكمالات، أو المراد بالعافية فيه أن لا يقع من جميع أعضائه شيء من المعاصي، أو معناه: اعف عني ما صدر مني في بدني. (اللهم عافني في سمعي) أي: من (١) الخلل الحسي أو المعنوي، بأن لا يدرك الحق، أو لا يقبله، أو يسمع ما لا يجوز سماعه.

(اللهم عافني في بصري) أي: من العمي، أو من عدم مشاهدة آيات المولى، أو من النظر إلى نحو محرم، ويؤيده ما ورد في روايةٍ: "اللهم إني أعوذ بك من شرّ سمعي وبصري، ومن شر منيي"، وعلي كل تقدير خص السمع والبصر بعد ذكر البدن؛ لشرفهما، فإن السمع هي التي تدرك آيات الله المنزلة على الرسل، والعين هي التي تدرك آيات الله المنبثة في الآفاق، [فهما] (٢) جامعان لدرك الآيات النقلية والعقلية، وإليه نظر قوله : "اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا".

وفي تقديم السمع -كما في الآيات وسائر الأحاديث- إيماءٌ إلى أنه


= وأخرج النسائي الاختلاف فيه، وجزم أبو نعيم بأن من قال في ابن عباس فقد صحف، وانظر "تحفة الأشراف" و"النكت الظراف" (٦/ ٤٠٣ - ٤٠٤)، وابن غنام: هو عبد الله بن غنام بن أوس بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي، له صحبة، يعد في أهل الحجاز.
(١) بعدها في (ج) زيادة: "كل".
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (د)، وفي (هـ): "فإنهما".

<<  <  ج: ص:  >  >>