للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضل من البصر، خلافًا لمن خالف، وبيانه أنه مع فقدان البصر يتصور أن يصير الشخص مؤمنًا عالمًا كاملًا، بخلاف من فقد منه السمع، فإنه لا يتصور منه شيءٌ من ذلك كسبًا، إلا أن يعطي من عنده تعالى وهبًا، مع أن فقد السمع الخلقي يستلزم فقد النطق اللساني أيضًا، كما هو معلوم.

وفي قوله : "أبو بكر وعمر بمنزلة السمع والبصر" (١): تصريح بما ذكرنا، والله أعلم.

وهو لا ينافي تفضيل البصر عليه، من حيث إن بعض مرئياته ذاته تعالى، إذ قد يوجد في المفضول ما لا يوجد في الفاضل، كقوله للصحابة: "أقرؤكم أُبَيٌّ"، مع أن الصديقَ أفضلُهم.

(لا إله إلا أنت) أي: فلا يطلب المعافاة (٢) ولا غيرها إلا منك. (ثلاث مرات) قيد لما سبق كله، ولا يخفى أن قوله: "عافني" بمعنى: أعطني العافية، فهو من باب المفاعلة على قصد المبالغة؛ لعدم صحّة إرادة [المغالبة] (٣).


(١) أخرجه أبو نعيم في المعرفة (٢٢٩٤). ابن عبد البر في الاستيعاب (١/ ٤٠١)، وضعفه. وعزاه الحافظ في الإصابة (١/ ٣٥٨) للباوردي، وقال: اختلف في إسناده اختلافًا كثيرًا. وعزاه المناوي (١/ ٨٩) لأبي يعلى والحاكم في تاريخه عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده، وقال ابن عبد البر: وما له غيره.
(٢) بعدها في (هـ) زيادة: "والعافية".
(٣) كذا في (ج) و (د)، وفي (أ) و (ب): "المبالغة"، وفي (هـ): "المشاركة".

<<  <  ج: ص:  >  >>