للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "القاموس" (١): "العافية: دفاع الله عن العبد، عافاه الله عن المكروه معافاةً وعافية: وهب له العافية من العلل والبلاء، كأعفاه الله من المكروه معافاة وعافية"، فما ذكره الحنفي نقلًا عن "النهاية" (٢) هنا أن المعافاة هي أن يعافيك الله من الناس، ويعافيهم منك، أي: يغنيك عنهم، ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم، وقيل: "هي مفاعلة من العفو، وهو أن يعفو عن الناس ويعفوا عنه"، فكلام مقبول، لكنه ليس في هذا المحل بمعقول.

(اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر) أي: فقر القلب؛ ولذا اقترنه بالكفر؛ لحديث: "كاد الفقر أن يكون كفرًا"، وهو حيث لا يَرْضَى بالقضاء، أو يعرض له الاعتراض على رب السماء، وهذا تعليم للأمة، أو المراد من الكفر الكفران، ومن الفقر الاحتياج إلى الخلق، على وجه الكسر والمذلة، أو قلة المال مع عدم القناعة، وقلة الصبر، وكثرة الحرص.

(اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر) أي: من أنواع عقاب فيه، أو مما يجر إلى عذابه من أنواع المعاصي (لا إله إلا أنت) أي: فلا يستعاذ إلا بك. (ثلاث مرات) على طبق ما تقدم. (د، س، ي) أي رواه: أبو داود،


(١) القاموس (ص ١٣١٣).
(٢) النهاية (٣/ ٢٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>