للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه تخصيص المؤمنين [بالعبودية] (١) في قوله سبحانه: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾ [الحجر: ٤٢] " (٢)، انتهى.

وذهب بعض السلف إلى أنها من المتشابهات التي يجب الاعتقاد بها مع إثبات التنزيه، وعدم ارتكاب التأويل.

(ومنك) أي: الخير واصل إلينا [منك] (٣)، (وإليك) أي: راجع حالنا ومآلنا، وقال ميرك: "أي: منك التوفيق على الطاعات، وإليك الالتجاء عن السيئات، أو منك البدء والخلق، وإليك المرجع والمآب".

(اللهم ما قلتُ) أي: أنا (من قول) أي: مقول أَيَّ مقول، و"من" بيانية لـ"ما" الموصولة (أو حلفت) بفتح اللام، أي: أقسمت (من حَلِفٍ) بكسر اللام، وفي نسخة بسكونها، ويجوز حينئذٍ فتح الحاء وكسرها، ففي "القاموس": "حَلَفَ يَحْلِفُ حَلْفًا ويكسر، وحلف ككَتِفٍ ومَحْلوفًا" (٤).

(أو نذرت من نَذْرٍ) بسكون الذال، أي: منذور، "يقال: نذرت نذرًا، إذا أوجبتَ على نفسك شيئًا تبرعًا من عبادة، أو صدقة، أو غير ذلك، وقد تكرر في الحديث ذكر النهي عن النذر، وهو تأكيد لأمره، وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه؛ ولذا قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ


(١) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج) و (د): "بالعبودة".
(٢) بتصرف من كتاب "المواقف" لعضد الدين الأيجي (٣/ ١٥٣).
(٣) زيادة من (أ) فقط.
(٤) "القاموس المحيط" (٣/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>