للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ﴾ [البقرة: ٢٧٠].

ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يُفْعَل لكان في ذلك إبطال حكمه وإسقاط لزوم الوفاء به؛ إذ كان بالنهي يصير معصية فلا يلزم، وقد مدح الكلُ الأبرار بقوله: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ [الإنسان: ٧]، وإنما وجه الحديث في النهي أنه قد أعلمهم أن ذلك أَمْر لا يجر لهم في العاجل نفعًا، ولا يصرف عنهم ضرًّا، ولا يرد قضاء، فقال (١): "لا تَنْذِروا على أنكم تدركون بالنذر شيئًا لم يقدره الله لكم أو تصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم، فإذا نذرتم ولم تعتقدوا هذا، فاخرجوا عنه بالوفاء، فإن الذي نذرتموه لازم [عليكم] (٢) " (٣)، هذا خلاصة ما في "النهاية"، و"أو" للتنويع.

(فمشيئتك) بالهمز، ويجوز التشديد، أي: فإرادتك (بين يدي ذلك) أي: قدام ما ذكر، (كله) تأكيد له، والمعنى: أن كله [متعلق] (٤) بمشيئتك ومقرون بإرادتك وقدرتك مسبوق بقضائك وقدرك.

(ما شئت) أي: مما ذكر وغيره (كان) أي: وقع، (وما لم تشأ لا يكون) أي: أبدًا، (ولا حول ولا قوة إلا بك) كالتأكيد لما قبله، (إنك على كل


(١) بتصرف من كتاب "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (٦/ ٢٢٤٦).
(٢) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج) و (د) و"النهاية في غريب الحديث": "لكم".
(٣) "النهاية" (٥/ ٣٩).
(٤) زيادة من (أ) و (د) فقط، وفي (ج): "معلق".

<<  <  ج: ص:  >  >>