للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البخاري، وأبو داود، والنسائي، عن رفاعة بن رافع الزرقي (١)، وزيد في بعض الروايات: "مباركًا عليه كما يحبّ ربنا ويرضى"، قال العسقلاني: "أما قوله: مباركًا عليه، فيحتمل أن يكون تأكيدًا، وهو الظاهر، وقيل: "الأول بمعنى الزيادة، والثاني بمعنى البقاء، ولما كان الحمد يناسب المعنيين جمعهما، كذا قرره بعض الشراح.

ولا يخفى ما فيه، وأما قوله: "كما يحب ربنا ويرضى"، ففيه من حسن التفويض إلى الله تعالى ما هو الغاية في القصد، ذكره ميرك.

(اللهم لك الحمد ملء السماوات) برفع الهمزة، ونصبها، وهو أشهر، كذا في "شرح مسلم" للنووي، وكذا قوله: (وملء الأرض) وهذا تمثيل وتقريب؛ إذ الكلام لا يقدر بالمكاييل، ولا يسعه الأوعية، وإنما المراد منه تكثير العدد، حتى لو قدر أن تكون تلك الكلمات أجسامًا لملأت الأماكن كلها.

ولا يبعد أن يقال: "المراد [بملئها] (٢) مثلها ومقابلها، فإن السماوات والأرض أنفسهما وما فيهما من المخلوقات كلها نِعَمٌ يجب حمد الباري عليها، وزيد في بعض الروايات: "وملء ما بينهما"، أي: من الهواء


(١) أخرجه البخاري (٧٩٩)، وأبو داود (٧٧٠)، والنسائي في "المجتبى" ٢/ ١٩٦، والترمذي (٤٠٤).
(٢) كذا في (أ) و (ج)، وفي (ب): "عليها"، وفي (د): "تمكنها".

<<  <  ج: ص:  >  >>