(وملء ما شئت من شيء) أي: كالعرش وما فوقه، وما تحت الثرى، أو إشارة إلى النشأة الأخرى من عالم الآخرة (بعدُ) بالضم على البناء، أي: بعد ذلك من المذكورات، فهو تعميم بعد تخصيص، وفيه إشارة إلى الاعتراف بالعجز عن أداء حق الحمد بعد استفراغ الجهد، فإنه حمده ملء السموات وملء الأرض وما بينهما، ثم ارتفع فأحال الأمر فيه على المشيئة، إظهارًا لضعف الطاقة، كما أخبر الله سبحانه عنه بقوله: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: ٣٤]، وليس وراء ذلك الحمد منتهًى، فلهذه الرتبة التي لم يبلغها أحدٌ من خلق الله استحق أن يسمى أحمد.
(اللهم طهرني بالثلج، والبَرَد، والماء البارد) أي: بأنواع المغفرة، والرحمة، والفضل، (اللهم طهرني من الذنوب) أي: التي وقعت عمدًا، (والخطايا) أي: التي صدرت خطأً أو سهوًا، وجمع بينهما للتأكيد المفيد للإحاطة (كما ينقى) بصيغة المجهول، أي: ينظف (الثوب الأبيض) وفي نسخة: "تنقي"، بصيغة المعلوم المخاطب نظرًا إلى الحقيقة (من الوَسَخ) بفتحتين، أي: الدَّنَس والدَّرَن، كما في روايتين لمسلم. (م، د، ت، ق) أي رواه: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، عن عبد الله بن أبي أوفى (١).
(١) أخرجه مسلم (٤٧٦)، والترمذي (٣٥٤٧) والنسائي (١/ ١٩٨).