للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سَتُغْلَبُونَ﴾ [آل عمران: ١٢] بالتاء والياء، فالتحتانية هو اللفظ المتوعد به، والفوقانية معنى ذلك بحسب مقام الخطاب.

وينصر هذا التأويلَ ما رواه البخاري في "صحيحه" عن ابن مسعود: "أنه علمني النبي وكفِّي بين كفيه التشهد، كما يعلمني السورة من القرآن: التحيات لله، … إلى آخره، فلما قبض قلنا: السلام على النبي" (١).

قيل: ويمكن أن [نأخذه في مشرع] (٢) أهل العرفان، ونقول: الصلوات محمول على ما تعورف من الأركان المخصوصة، والطيبات على كونها خالصة لوجه الله تعالى، محصلة للزلفى، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ﴾ [الأنعام: ١٦٢].

وحينئذٍ تقرير وجه الخطاب في السلام أنهم حين استفتحوا باب الملكوت، واستأذنوا بالتحيات على الولوج، كأنهم أُذِنَ لهم بالدخول في حريم الملك الحي الذي لا يموت، فقرت أعينهم بالمناجاة، كما ورد: "قرة عيني في الصلاة (٣) "، و"أرحنا يا بلال (٤) "، فأخذوا في الحمد والثناء


(١) أخرجه البخاري (٦٢٦٥).
(٢) كذا في (د)، وفي (أ): "نأخذ في شرع"، وفي (ب) و (ج): "تأخذ في مشرع".
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ١٢٨، ١٩٩، ٢٥٨)، والنسائي (٥/ ٢٨٠)، والحاكم (٢/ ١٧٤)، والبيهقي في السنن (٧/ ٧٨)، وانظر التلخيص الحبير (٣/ ١١٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣١٢٤).
(٤) أخرجه أبو داود (٤٩٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>