للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محذوفًا، أي: ليكون عدد المذكورات منهن جميعهن ثلاثًا وثلاثين مرة.

وقال ميرك نقلًا عن العسقلاني: "إنه وقع لبعض الرواة بالنصب، ووُجِّه بأن اسم "يكون" محذوفٌ، والتقدير: حتى يكون العدد منهن كلهن ثلاثًا وثلاثين"، انتهى. وهو غير مستقيم كما لا يخفى، إلا أن يبدل عنه "ثلاثًا وثلاثين، والوجه الوجيه هو أن يكون منصوبًا بتقدير: أعني أو يعني، وهو الأظهر، فيكون حينئذٍ مدرجًا من كلام الراوي، والله أعلم.

ثم اعلم أنه يحتمل أن يكون مجموع العدد للجميع، فإذا وزع كان لكل واحدٍ إحدى عشرة، وهو الذي [فهمه] (١) سهيل بن أبي صالح أحد رواة الحديث، كما رواه مسلم من طريق روح بن القاسم، عنه (٢)، لكن لم يتابع سهيل على هذا، بل لم أرَ في شيء من طرق الحديث التصريح بإحدى عشرة، إلا في حديث ابن عمر عند البزار، وهو إسناد ضعيف، فالأظهر أن المراد: أن المجموع لكل فردٍ، والروايات الثابتة عن غير سهيل صريحةٌ فيه، قال عياض: "هو الأولى".

ثم إن القائل بأن العدد للجميع، اختار أن يقول ذلك مجموعًا، حتى يصير من المجموع "ثلاثًا وثلاثين"، ورجحه بعضهم للإتيان فيه بواو العطف، والذي يظهر أن كلّا من الأمرين حسن، إلا أن الإفراد يتميز بأمر آخر، وهو أن الذاكر محتاجٌ إلى العدّ، وله على كل حركة لذلك سواء


(١) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج) و (د): "فهم".
(٢) أخرجه مسلم (١٤٣، ٥٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>