منه، إما لوحي أو اجتهاد -على القول به-، وإلا فالأحكام المنامية والأحوال الكشفية لا اعتبار لها في الأمور الشرعية.
(أو من كل من التسبيح والتحميد ثلاثًا وثلاثين، والتكبير) أي: ومن التكبير (أربعًا وثلاثين، ولا إله إلا الله) أي: ومن التهليل (عشر مرات) بالنصب، كقوله:"ثلاثًا". (ت، س) أي رواه: الترمذي، والنسائي؛ كلاهما عن ابن عباس (١).
(أو كذلك) هذا نقل بالمعنى، أي: كما ذكر في قوله: "من كُلٍّ من التسبيح والتحميد ثلاثًا وثلاثين"، (والتكبير ثلاثًا وثلاثين) وهو بالجر على ما هو الظاهر، وفي "أصل الأصيل" بالرفع، ولعل التقدير: والتَّكْبِيرُ يَقُولُهُ ثَلاثًا وَثَلاثِين. (س) أي: رواه النسائي عن ابن عباسٍ أيضًا.
(أو من كُلٍّ من التسبيح والتحميد والتكبير مئة، مئة) الظاهر أن قوله: "مئة" كناية في هذا المقام، لقوله:"من كل"، فالتكرار للتأكيد، (مع: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولا حول ولا قوة إلا بالله) وهو يحتمل أن يعتبر فيه المعية المجردة، أو المعية المقيدة بالمئة وهو الأصح، كما يستفاد من الحديث الذي سنذكره، (لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتها) أي: لَمَحَتْ هذه الكلماتُ تلكَ الخطايا، والإسناد مجازي، فإن الله سبحانه يمحو ما يشاء ويثبت. (أ) أي: رواه أحمد من حديث أبي ذر الغفاري.
(١) أخرجه الترمذي (٤١٠) وقال: حسن غريب. والنسائي (٣/ ٧٨).