وظاهر إيراد الشيخ المصنف أن الحديث في "مسند الإمام أحمد" مرفوع، لكن قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب": "عن أبي كثير مولى بني هاشم، أنه سمع أبا ذر الغفاري صاحب رسول ﵇ يقول: "كلمات من ذكرهن مئة مرةٍ دبر كل صلاة: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن"، رواه أحمد، وهو موقوفٌ"(١)، انتهى كلام المنذري، لكنه في حكم المرفوع فهذا غاية عذر المصنف، والله أعلم.
(وآية الكرسي) أي: قراءتها (دبر كل صلاة مكتوبة) أي: مفروضة، (لم يمنعه) أي: قارئها (من دخول الجنة إلا أن يموت) أي: إلا الموت، قال الفاضل الطيبي:"أي: الموت حاجز بينه وبين دخوله، فإذا تحقق وانقضى حصل دخوله، ومنه قوله ﷺ: "والموت قبل لقاء الله"".
وقال المحقق الصمداني المولى، سعد الملة والدين التفتازاني:"معنى الحديث: أنه لم يبق من شرائط دخول الجنة إلا الموت، فكأن الموت يمنع ويقول: لا بد من حضوري أولًا ليدخل الجنة".
(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٧٣)، وقال الهيثمي (مجمع الزوائد ١٠/ ١٠١): رواه أحمد موقوفًا، وأبو كثير لم أعرفه، وبقية رجاله حديثهم حسن. انظر: الترغيب والترهيب (٢/ ٣٠٠)، وقال الألباني: منكر موقوف. ضعيف الترغيب (٩٨٦).