للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن ماجه؛ كلهم عن ابن عباس (١).

(فإن كان) أي: الطعام (لَبَنًا)، وفيه دليل على أنه يطلق على المائعات أيضًا، (فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه) قال المؤلف: "يدل على أن اللبن خير الأطعمة وأفضلها" (٢).

قلت: وسببه ما رواه الترمذي في "الشمائل" عن ابن عباس، قال: قال رسول الله : "ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غيرُ اللبن". وقوله: "يجزئ" من الإجزاء بمعنى الكفاية، ومعنى الحديث: ليس شيء يقوم مقام الطعام والشراب غير اللبن.

ثم الظاهر أن المراد لبن البقر والغنم والإبل؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ﴾ [النحل: ٦٦]، فلا يدخل فيه لبن الرمكة، وهي الأنثى من


(١) أخرجه أبو داود (٣٧٣٠)، والترمذي (٣٤٥٥) وفي إسناده: علي بن زيد وهو ابن جدعان وهو ضعيف وعمر بن أبي حرملة مجهول.
وقال الحافظ في "أمالي الأذكار" بعد تخريجه فيما نقله عنه ابن علان (٥/ ٢٣٨): هذا حديث حسن يعني بطرقه، فإن مدار الحديث عند جميع من خرجه على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف وهو عنده ضعيف لا يحسن حديثه إلا بالمتابعة والشواهد.
وقد رواه ابن ماجه (٣٣٢٢) من طريق أخرى ضعيفة وبه يحسن الحديث.
انظر: الصحيحة (٢٣٢٠).
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٠/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>