للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"الأسود: الحية العظيمة التي فيها سواد وهي أخبث الحيات". وذكر من شأنها أنها تعارض الركب وتتبع الصوت، فلذا خصها بالذكر وجعلهما جنسًا آخر برأسها، ثم عطف عليها بقوله (ومن الحية والعقرب) (١).

و"أسود" هنا منصرف؛ لأنه اسم جنس وليس بصفة؛ إذ ليس فيه شيء من الوصفية كما هو معتبر في الصفات الغالبة عليها الاسمية في منع الصرف، ولهذا يجمع على أساود.

وقال بعضهم: "والمسموع من أفواه المشايخ، والمضبوط في أكثر النسخ "أسودَ" بالفتح غير منصرف". وعن بعضهم: "الوجه أن لا ينصرف؛ لأن وصفيته أصلية، وإن غلب عليها الإسمية".

وفي "الغريبين" (٢): "قال ابن الأعرابي في "تفسيره": يعني جماعات، وهي جمع سوادي جماعة ثم أسودة، ثم أساود". وقيل: "المراد بالأسود: اللص؛ لأنهم يقولون له: أسود؛ لملابسته الليل، أو لملابسته السواد من اللباس". قلت: أو لأن أكثرهم السودان على ما في مكة المشرفة.

(ومن شر ساكن البلد) لفظ "شر" ليس في "الأذكار"، وفي "أصل الجلال": "ساكني البلد"، بصيغة الجمع، وأريد بلفظ الأول الجنس.

قال المؤلف: "قيل: "هم الجن الذين هم سكان الأرض"، والبلد من الأرض ما كان مأوى الحيوان، وإن لم يكن فيه بناء ومنازل" (٣)، انتهى.


(١) مرقاة المفاتيح (٤/ ١٦٩٢).
(٢) غريب الحديث لابن سلام (٤/ ١٣٤).
(٣) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١١/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>