للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذا هو في "النهاية" (١).

وقال القاضي: "قيل: هم الجن والإنس؛ لأنهم يسكنون البلاد غالبًا، أو لأنهم بنوا البلدان واستوطنوها". والمراد بالبلد: الأرض، قال الله تعالى: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ [الأعراف: ٥٨] (٢).

(ومن والدٍ وما ولد) قيل: "آدم وذريته"، ويحتمل أن يكون جميع ما يوجد بالتوالد من الحيوانات أصولها وفروعها. وقال المصنّف: "يحتمل أن يكون "والد": إبليس، و"ما ولد": الشياطين" (٣).

(د، س، مس) أي رواه: أبو داود، والنسائي، والحاكم، عن ابن عمر (٤).

(ووقت السحر) وهو السدس الأخير من الليل، وفي رواية: "وإذا أسحر"، أي: دخل وقت السحر، (يقول: سمّع) بالتشديد، أي: بلّغ. وهو خبر معناه


(١) انظر معالم السنن (٢/ ٢٥٩).
قال ابن علان في "الفتوحات الربانية" (٣/ ١٦٧) تعليقًا على قول الخطابي: "ساكن البلد: الجن"، أي: بناء على أن المراد بالبلد الأرض، ومنه قوله تعالى: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾، وهو الظاهر؟ لأن النبي إنما قاله في البراري لا في الأبنية، أما إذا أريد بالبلد ما هو المتبادر منه من الأبنية، فسر البلد بمأوى الحيوان من الأرض الشامل للأبنية وغيرها، وفسر الساكن بالجن.
(٢) انظر مرقاة المفاتيح (٢/ ١٦٩٢).
(٣) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١١/ ب).
(٤) أخرجه أبو داود (٢٦٠٣)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٥٦٢) وإسناده ضعيف. في إسناده بقية بن الوليد قال الحافظ: صدوق كثير التدليس عن الضعفاء التقريب: (٧٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>