ثم الظاهر المتبادر: أنه جواب إجابة للمنادي الإلهي من الجذبة أو الإلهام، أو إبراهيم الخليل ﵇ حيث بنى الكعبة، وقيل له: ادع عبادي إلى بيتي. فقال: أين عبادك، وأين صوتي منهم؟! فقيل له: عليك النداء، وعلينا التبليغ.
فقام على المقام، وقال: أيها الناس حجوا بيت ربكم. فقال الموفقون، الذين كتب الله لهم الحج وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، باللسان الروحي والبيان الروحي: لبيك اللهم لبيك. فقيل: كل من كرر التلبية في ذلك العالم، تكرر له الحج أو العمرة، والله أعلم.
(إنّ الحمد) بكسر الهمزة، وفي نسخة بفتحها، قال غير واحد من علمائنا:"يجوز الكسر والفتح، والمختار الكسر".
وفي قاضي خان:"إن شاء بالنَصْب، وإن شاء بالكسر"، وعن محمد:"الكسر أفضل" وهو اختيار الكسائي، وفي " المشكاة": "الكسر أصح".
قال الخطابي:"لهج العامة بالفتح"، وحكاه الزمخشري عن الشافعي، وقال:"إن الشافعي اختار الفتح، وإن أبا حنيفة اختار الكسر"، وقال النووي:"الكسر على الاستئناف، والفتح للتعليل، والكسر أجود عند الجمهور".
وقال المصنّف:"يُروى بفتح الهمزة وكسرها، وجهان مشهوران عند أهل الحديث والعربية، فإن الفتح رواية العامة، وقال ثعلب: "الاختيار بالكسر"، وهو أجود في المعنى من الفتح؛ لأن من كسر جعل معناه: إن الحمد والنعمة لك على كل حال، وَمَنْ فتح قال معناه: لبيك لهذا