للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهو طالب بما هو أبلغ من التصريح، بخلاف الثاني، أو أن الذاكر باللسان قد يكون سائلًا بالجنان بخلاف الثاني؛ فإنه في مقام التفويض لا في مرتبة التعريض، ولا شك أنه حال أكمل، وفي قيام حق الربوبية أجمل، كما قال قائل:

وكلت إلى المحبوب أمريَ كله … فإن شاء أحياني وإن شاء أتلفا

ثم قال ميرك: "ويجوز أن تكون الإضافة في قوله: "دعاء يوم عرفة" بمعنى "في"، فعلى هذا يعم الدعوات الواقعة فيه، فيكون قوله: "وخير ما قلت" عطفًا على قوله: "خير الدعاء" لا على البيان، بل يجري على المغايرة والعموم في القول، فيتناول الذكر والدعاء".

(ت) أي: رواه الترمذي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وهو المراد بقوله في بعض النسخ: "عن ابن عَمْرو" (١).

(وأكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي) بالجر، وفي نسخة بالرفع (بعرفة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) في "الفائق" (٢): "إنما سمّي التهليل والتحميد دعاء؛ لأنه بمنزلته في استجلاب صنع الله تعالى إنعامه"، ومنه الحديث: "يقول الله


(١) أخرجه الترمذي (٣٥٨٥). وفي إسناده محمد بن أبي حميد لقبه حماد قال الحافظ في التقريب: ضعيف (ت ٥٨٣٦)، وقول الذهبي في الكاشف (٢/ ١٦٦)، وذكره في المغني (٥٤٥٣). وقال عنه البخاري منكر الحديث، وقال النسائي ليس بثقة الميزان (٢/ ١١٢).
(٢) الفائق (١/ ٢٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>