للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: إذا شغل عبدي ثناؤه عَلَيَّ عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" (١).

وقوله: "ودعاء الأنبياء" يجوز فيه الرفع على تقدير حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه.

قلت: ويصح بلا تقدير مضاف أيضًا، لكن لا يفيد قيد الأكثرية، وهو غير لازم.

نعم، أكثر ما ورد في عدده أن يقال فيه مائة مرة، ثم الظاهر أن الدعاء في هذا الحديث لا يحتاج إلى تأويل؛ لقوله (اللهم اجعل في قلبي نورًا)، وإنما قدم التهليل والتحميد للتنبيه على أنه لا بد في الدعاء من تقديم الثناء.

(وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا) ترتيب الذكر يشعر بالأفضل، فالأفضل.

(اللهم اشرح) أي: وسمع (لي صدري) فيه إجمال وتبيين، وكذا في قوله: (ويسر لي أمري) أي: سهل لي جميع أموري، وعلامة شرح الصدر على ما ورد [به] (٢) الخبر: "أن يزهد في الدنيا ويستعد للعقبى".

(وأعوذ بك من وساوس الصدر) أي: من الوساوس الكائنة من


(١) أخرجه الترمذي (٢٩٢٦)، والدارمي (٣٣٥٩) وإسناده ضعيف قال ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٨٢) سألت أبي عن حديث رواه محمد بن الحسن -يعني هذا الحديث- فقال حديث منكر ومحمد بن الحسن ليس بالقوي أهـ.
(٢) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (ب): "في".

<<  <  ج: ص:  >  >>