دار الحديث بالجامعة القاسمية، مراد آباد، والعالم الجهبذ بشير أحمد، رحمهم الله تعالى.
ثم توجه إلى أم المدارس في شبه القارة الهندية جامعة دار العلوم ديوبند، فالتحق بها سنة ١٣٦٨ هـ، وعكف بها أربع سنوات على دراسة العلوم النقلية والعقلية، فبرع في الفنون العقلية من المنطق، والفلسفة، والهيئة بجانب إكبابه على العلوم الشرعية من التفسير، والحديث الشريف، والفقه، فتخرج من الجامعة في شعبان سنة ١٣٧٢ هـ، وفاز في الامتحان السنوي بدرجة "ممتاز"، ففاق بها على سائر أقرانه في دورة الحديث الشريف عامئذٍ.
ومن أساتذته المبرزين بها:
١ - شيخ العرب والعجم السيد حسين أحمد المدني (ت ١٣٧٧ هـ)، قرأ عليه صحيح البخاري، وجامع الترمذي.
٢ - والعلامة المحقق الجامع بين المنقول والمعقول محمد إبراهيم البلياوي (ت ١٣٨٧ هـ) قرأ عليه معظم المعقولات، وصحيح الإمام مسلم بن الحجاج القشيري.
٣ - العلامة الفقيه الأديب إعزاز علي الأمروهوي (ت ١٣٧٤ هـ).
وغيرهم من الأساتذة البررة الأفذاذ النابهين رحم الله الجميع.
ثم بدأ في التدريس، فلم يزل يخدم الدين والعلم في المدارس والجامعات في شتى أقطاع بلاد الهند، ومن أهمها: مدرسة "إحياء العلوم" بمباركفور، أعظم جراه، درس بها احدى عشرة سنة، و"مدرسة الإصلاح" بسرائمير، أعظم جراه، درس بها ثمان سنوات، و"مظهر العلوم" ببنارس، درس بها عشر سنوات، و"دار العلوم"، بـ شابي، شماليَّ غجرات، درس بها خمس سنوات، و"دار العلوم سبيل السلام" حيدر آباد قضى بها سنتين فقط، فقام في جميع هذه المدارس بتدريس العلوم الشرعية العالية، وفي معظمها بمشيخة دور الحديث، ثم تحول إلى "جامعة مظاهر علوم" بسهارنبور مخصِّصًا لطلبة الدراسات العليا في الحديث الشريف وعلومه، ومدرِّبًا إياهم في إنشاء البحوث العلمية، ومشرفًا عليهم، وعلى أساتذة قسم التخصص في الحديث، وهو قائم على مسئولياته تلك حتى اليوم؛ وقد جاوز ثلاثة أرباع قرن.