هو خادم الحديث النبوي الشريف، الشيخ محمد بن طاهر بن علي (٩١٣ هـ - ٩٨٦ هـ)، من بلاد كجرات الشمالية، أكمل حفظ القرآن الكريم في سنة ٩٢٤ هـ (أربع وعشرين وتسع مائة)؛ وكان ابن ثلاث عشرة سنة، لم يبلغ الحنث، ثم تلمذ على بعض علماء كجرات، منهم ملا مهنة، والشيخ الناكوري، ثم درس في فَتَّن إلى سنة ٩٤٤ هـ (أربع وأربعين وتسع مائة)، ثم ارتحل إلى الحرمين المكرمين زادهما الله شرفًا، فتلمذ على الشيخ أبي الحسن البكري (٨٩٩ هـ - ٩٥٢ هـ)، والشهاب أحمد بن حجر المكي (ت ٩٧٤ هـ)، والشيخ عبد الله العيدروس (٩١٩ هـ - ٩٩٠ هـ)، والشيخ علي بن حسام الدين المتقي (ت ٩٥٢ هـ)، وغيرهم.
ثم رجع إلى وطنه، وقصَّر همته على التدريس، والتصنيف، وبرع في علوم الحديث العديدة، تشهد له بذلك كتبه:"مجمع بحار الأنوار"، و"تذكرة الموضوعات"، وهذا الكتاب "المغني"، ولما رجع إلى بلاده؛ وجد بدعة المهدوية، فشمَّر لقلعها، وأعانه على ذلك ملوك الهند، منهم السلطان "أكبر" والي دهلي، فإنه ربط الإمامة على رأس الشيخ محمد بن طاهر، وقال: على نصرة الدين المبين، وكسر الفرقة المبتدعين وفق إرادتك، وفوَّض هذا الأمر إلى أخيه من الرضاع "مرزا عزيز كوكا" الملقب بـ "خان الأعظم".
ثم لما عُزل "خان الأعظم"، وقام مكانه "عبد الرحيم خان خانه"؛ وكان شيعيًّا؛ اعتضد به الفرقة المهدوية، وأشاعوا هذه البدعة ثانيًا، فارتحل الشيخ إلى السلطان "أكبر"؛ وهو بـ "أكبر آباد" إزالة لهذه البدعة مع جماعة من تلاميذه، فاندرج بعض المهدويين مختفيًا في هذه الجماعة، ولم يزالوا يكلؤنه ليغتنموا فرصة لقتل الشيخ؛ حتى بلغ الشيخ محمد بن طاهر إلى بلدة "أُجَّين"، فوجدوا فرصةً، وقتلوه، وذلك سنة ٩٨٦ هـ (ست وثمانين وتسع مائة)، فنقل جثمانه إلى وطنه "فَتَّن"، ودُفن هنالك بمقبرة أسلافه، رحمات الله، وبركاته عليه، إنه حميد مجيد.