للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأبى، وحلف المنصور، فحبسه، ومات في السجن، وقيل: افتدى نفسه، قال الشافعي: قيل لمالك: هل رأيتَ أبا حنيفة؟ قال: نعم؛ رأيتُ رجُلًا لو كلَّمك في هذه السارية (١) أن يجعلها ذهبًا؛ لقام بحجته، وقال: من أراد الحديث؛ فعليه بمالك، ومن أراد الجدل؛ فعليه بأبي حنيفة، وقال: من أراد أن يتبحَّرَ في الفقه؛ فهو على أبي حنيفة.

ولو ذهبنا إلى شرح مناقبه؛ لأَطَلنا الخطب، ولم نصِل إلى الغرض؛ فإنه كان عالمًا، عامِلًا، زاهدًا، عابدًا، ورِعًا، تقيًّا، إمامًا في علوم الشريعة، وقد نُسِب إليه من الأقاويل ما يَجل قدرُه عنها من خلق القرآن، والقدر، والإرجاء، وغير ذلك، ولا حاجة إلى ذكر قائلها، والظاهر أنه كان منزهًا عنها، ويدل عليه ما نشَر الله له من الذكر المنتشر في الآفاق، والعلم الذي طبَّق الأرض، والأخذ بمذهبه، وفقهه، فلو لم يكن لله سرّ خفِي فيه لما جُمِع له شطر الإسلام، أو ما يُقارِبه على تقليده؛ حتى عُبِد الله بفقهه، وعُمِل برأيه إلى يومنا ما يُقارب أربع مائة، وخمسين سنة، وفيه أدلُّ دليلٍ على صحته، وقد جمع أبو جعفر الطحاوي -وهو من أكثر الآخذين بمذهبه- كتابًا سماه "عقيدة أبي حنيفة"، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، وليس فيه شيء مما نُسِب إليه، وأصحابُه أخْبَر بحاله، وقد ذكر أيضًا سبب قول من قال عنه، ولا حاجة لنا إلى ذكره؛ فإن مثل أبي حنيفة، ومحله في الإسلام لا يحتاج إلى دليل الاعتذار.

وكذا النعمان بن عمرو، ويقال: النعيمان مصغرًا، وفي باب "لا تشرب الخمر" شك من الراوي في تصغيره، وعدمه. ك.

أبو نُعَيْم: بالتصغير، كنية محمد بن نَبْهان، وضِرار بن صُرَد، وفضل بن دُكَين، وكنية مولى ابن الزبير. ك

وكذا نُعَيم بن إسحاق. وابن غُنْم، وابن منصور، وابن شُمَيل، وابن زياد، وابن سلام، وابن صُرَد، وابن كثير، وابن عبد الله، ووالد كِنانة، وزياد، وسلمة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وشَبِيب، وأبي هِند، وفاتِك.

[ف]

فَرْوَة ابن نُفَاثة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: بمضمومة،


(١) معناه: سُتُون. المحشي.

<<  <   >  >>