للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفقراء في السراة، قبل أن يهاجر، وقد ضاع منه الغلام في الهجرة ثم عاد إليه، فآثر عتقه على بيعه والانتفاع بثمنه، كانت الدنيا في نظره لا تساوي جناح بعوضة في حال طلب العلم، وملازمة سيد الخلق أجمعين - صلى الله عليه وسلم -، وابتلي في ذلك بلاء عظيما، قال - رضي الله عنه -: "والله الذي لا إله إلا هو لقد كنت أعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد استقرئ أحدهم الآية وأنا أعلم بها منه، وما أريد إلا أن يستتبعني إلى منزله فيطعمني شيئا" (١)، وقال: "أتيت عمر بن الخطاب فقمت له وهو يسبح بعد الصلاة فانتظرته، فلما انصرف دنوت منه فقلت: أقرئني آيات من كتاب الله، قال: وما أريد إلا الطعام، قال: فأقرأني آيات من سورة آل عمران، فلما بلغ أهله دخل وتركني على الباب، فقلت: ينزع ثيابه ثم يأمر لي بطعام، فلم أر شيئا، فلما طال عليّ قمت فمشيت، فاستقبلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمني" فقال: «يا أبا هريرة إن خلوف فمك الليلة لشديد؟ » فقلت: أجل يا رسول الله، لقد ظللت صائما وما أفطرت بعد، وما أجد ما أفطر عليه، قال: فانطلق، فانطلقت معه حتى أتى بيته فدعا جارية له سوداء فقال: إيتنا بتلك القصعة، فأُتينا بقصعة فيها وضر من طعام؛ أراه شعيرا قد أُكل وبقي في جوانبها بعضه وهو يسير، فسميت وجعلت أتتبعه فأكلت حتى شبعت" (٢).

[روايته للقرآن]

ذُكر أنه قرأ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمشهور أنه أخذ القرآن عرضا على أُبي بن كعب - رضي الله عنه -، وقرأ على أبي هريرة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وغيره، وإليه تنتهي قراءة أبي جعفر، ونافع (٣).

[منهجه في العبادة والتحصيل]

قيل: كان يسبح في اليوم (١٢٠٠٠) ثنتي عشرة ألف تسبيحة، قال: أسبح على قدر ديتي (٤).


(١) البداية والنهاية ٨/ ١٠٤.
(٢) البداية والنهاية ٨/ ١١١.
(٣) غاية النهاية في طبقات القراء ١/ ١٦٤.
(٤) انظر: الخلاصة للخزرجي ٣/ ٢٥٢، والبداية والنهاية ٨/ ١١٠.

<<  <   >  >>