للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

لا أزعم الاستيعاب، بل تركت للباحثين ميدانا فسيحا للمغاوير منهم، فلعل الله يوجد من أبناء زهران عامة، ومن أبناء دوس خاصة من ينبري لإكمال ما قصرنا فيه، بل يستقصي قبائل زهران؛ فخذا فخذا، بعلم باهر وتحقيق ظاهر، وكم ترك الأول للآخر، وليقصد من الكتابة النهضة العلمية، وإشهار ذوي الأقدار العلية، بيعيدا عن الفخر والعصبية، وليكن شعارهم عند الكتابة في هذا المجال قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (١)، فيجدوا ولا ينسونا من صالح الدعاء.

كنا جبالا في الجبال وشعلة ... في كل واد نصنع الإكبارا

وإذا أتينا السهل حولنا ثرا ... هـ منازلا مخُضرَةً ونضارا (٢)

وإذا ركبنا البحر كنا فوقه ... لججا مثل الجبال تخالنا إعصاارا (٣)

وونى العدو لصولة أزدية ... قبل الكتائب تفتح الأمصارا (٤)

راياتنا خفاقة مرفوعة ... قبل الجحافل تلتقي الأخطارا

تسعى بشرع نبينا بين الورى ... توري الوناد وتنشر الأنوارا

من رام منا عزة يفرح بها (٥) ... وعدونا يلقى هزيمة وصغارا


(١) الآية (١٣) من سورة الحجرات.
(٢) انظرك ترجمة جديع بن علي بن شبيب الدوسي (٤٣)، وقول خلف بن خليفة:
أصحروا للمرج أجلى للعمى ... فلقد أصحر أصحاب السَّرَب
إن مرج الأزد مرج واسع ... تستوي الأقدام فيه والركب
(٣) انظر: ترجمة جنادة بن أبي أمية الدوسي (٤٩) فقد ولي البحر لمعاوية في الصوائف.
(٤) انظر ترجمة جندب بن عمرو الدوسي (٥٢) يوم أجنادين، وكان يوما مشهودا، لم تثبت فيه القبائل ثبات الأزد، وقاتلت قتالا لم يقاتل أحد مثله، من تلك القبائل، وقتل منهم مقتلة لم يقتل مثلها من قبيلة من القبائل، وقتل يومئذ عمرو بن الطفيل ذو النور - رضي الله عنه -، وهو يقول: "يا معشر الأزد، لا يؤتين المسلمون من قبلكم".
(٥) انظر: ترجمة الطفيل بن عمرو الدوسي (١٠٦) عرض الطفيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يلحق بارض دوس، قال: "هل لك في حصن ومنعة؟ ، حصن دوس".

<<  <   >  >>