روى تميم بن محمد القيرواني، عن أبيه، قال: كان ثقة إماما، جامعا لفنون العلم، عالما بالذب عن مذاهب أهل الحجاز، فقيه البدن، عاقلا وقورا، قلّ من رأيت مثله في عقله وأدبه وخلقه ــ رحمه الله ــ رحل في الحديث وهو شيخ، رأيته وقد جاءته كتب كثيرة نحو المائة، من أهل مصر يسألونه الإجازة، وبعضهم يسأل منه الرجوع إليهم.
سألته عن مولده، فأبى أن يخبرني، وعندنا توفي بالقيروان: في سنة ثمان وثمانين ومائتين (١).
[من تلاميذه]
تفقه به خلق كثير ولا سيما في مصر، وفي الأنلس تفقه به سعيد بن فحلون، ومحمد بن فطيس وغيرهما.
[وفاته]
تقدم توثيق ذلك وأنه توفي في القريوان سنة (٢٨٨) وهو الراجح لرواية تميم القيروان الآنفة، وقيل:(٢٨٣) وقيل: (٢٨٥) رحمة الله علينا وعليهم.
قلت: لم أقف على ما يفيد عن آبائه الواردين في النسب، وهذا آخر ما جمعنا في هذا الجوء.
تم تدوين هذا الجزء ليلة السبت النوالفق ١/ ٢/١٤٣٤ من الهجرة النبوية، تضمن ما تيسر لي جمعه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، استصحبها في الحياة ويوم الممات، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد؛ شفيع الأمة يوم المهمات، ورضي الله عن أهل بيته ومنهم نساؤه أمهات المؤمنين الطاهرات، وعلى أله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.