للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقصة أخرى تقول: إن ضرار بن الخطاب بن مردس الفهري خرج في نفر من قريش إلى أرض دوس، فنزلوا على امرأة يقال لها: أم غيلان؛ مولاة لدوس، وكانت تمشط النساء، وتجهز العرائس، فأرادت دوس قتلهم بأبي أزيهر، فقامت دونهم أم غيلان، ونسوة معها حتى منعنهم، فقال ضرار بن الخطاب في ذلك:

جزى الله عنا أم غيلان صالحا ... ونسوتها إذ هن شعث عواطل

فهن دفعن الموت بعد اقترابه ... وقد برزت للثائرين المقاتل

دعت دعوة دوسا فسالت شعابها ... بعز وأدتها الشرج القوابل

وعمرا (١) جزاه الله خيرا فما ونى ... وما بردت منه لدي المفاصل

فجردت سيفي ثم قمت بنصله ... وعن أي نفس بعد نفسي أقاتل

قال ابن هشام رحمه الله: حدثني أبو عبيدة أن التي قامت دون ضرار أم جمل، ويقال لها: أم غيلان، قال: ويجوز أن تكون أم غيلان قامت مع أم جميل فيمن قام دونه (٢).

قلت: ويجوز أن أم جميل إسما لها لا كنية، وتقدم أن عمرو بن عبيدالله والدها، وقد ورد الثناء عليه في أبيات ضرار، ويجوز أن أم جميل أجارت ضرارا في موقف منفصل عن قصة النفر الذين نزلوا على أم غيلان، إذ ورد أنه كان مقيما في دوس، وتكون قصة النفر الذين نزلوا على أم غيلان منفصلة بموقف آخر، وحينه لا يمنع أن تكون أم جميل من النسوة اللواتي شاركن أم غيلان، فيصح التوفيق بين الموقفين.

(٢٩) أم شريك (٣) الدوسية

صحابية رضي الله عنها اسمها غُزية, واختلف في اسم أبيها فقيل: بنت جابر بن حكيم الدوسي (٤) , وقيل: دودان بن عمرو (٥) , والأكثرون على أنها هي التي وهبت


(١) هذا يؤيد أن أم جميل هي الوافدة على عمر - رضي الله عنه -، وعمرو المذكور هو لدها، وتقدم أنه من ذوي الجاه في قريش.
(٢) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٦٢.
(٣) أم شريك بن أبي العكر الأزدي من ميدعان, وأمها خبية بنت غزوان بن هلال بن عبد مناف بن الحارث بن منقذ بن عمرو. إكمال الإكمال ٣/ ١١٩.
(٤) المنتظم ٢/ ١٥٦، وتفسير الألوسي ١٧/ ١٨٠.
(٥) إكمال الإكمال ٣/ ١١٩.

<<  <   >  >>